سلسلة محاضرات عماد الخطيب في (كيف أنقد): النّقد بالواقعيّة الاشتراكيّة (الواقعيّة الجديدة)

سلسلة محاضرات عماد الخطيب في (كيف أنقد):

 

النّقد

بالواقعيّة الاشتراكيّة

(الواقعيّة الجديدة)



 

ــــــــــــــــــــــــ

 

النشأة:

نشأت الواقعية الاشتراكية ردًّا على الرومانسية، والواقعية النقدية المتشائمة، والواقعية الطبيعية السطحيّة، وانتشرت مع اتساع الدراسات الاشتراكية؛ ولما كانت الاشتراكية نظرةً فلسفيةً واجتماعية تشمل كل فروع المعرفة والحياة فقد اهتمت بالأدب الواقعي ووجهته وجهةً خاصّةً تناسبها، ووجدت فيه خير مصوّر للواقع وحافز إلى التغيير نحو التقدُّم، ومن هنا نشأت الواقعية الاشتراكية في الأدب وأصبحت مدرسةً عالمية لها منهجها العقائدي، وقد تبلورت معالمها في الثلاثينيات من القرن العشرين.

 

 

 

خصائص الواقعية الاشتراكية:

 

1- ينطلق الفهم العميق للمجتمع من التحليل الماركسي للصراع الطبقي والوصول إلى كنه التناقضات الجدلية في هذا الصراع الذي يقوم على التأثير والتأثر والناتج.

2- الواقعية الاشتراكية متفائلة، تؤمن بانتصار الإرادة الجماهيرية التي تتجه دوماً في طريق الحق والخير وتتمكن من إعادة بناء المجتمع الجديد.

3- تنطلق الواقعية الاشتراكية من الواقع المادي من خلال فهمٍ عميقٍ لبنية المجتمع والعوامل الفعالة فيه والصراعات التي ستفضي إلى التغيير.

4- عدم الاكتفاء بالتصوير بل لابد من شفعه بالتحليل واستخلاص العوامل الفعالة في صياغة المستقبل التقدمي، وهنا تبرز رسالة الكاتب وإعلاء شأن الإرادة الإنسانية ونضالها العنيد ضمن الإطار الجماعي الطبقي لصنع المصير وفق المنطق التاريخي.

5- الأديب طليعةُ مجتمعه بما أوتي من وعي ومؤهلاتٍ فكرية وفنية وقيادية تمكنه من التأثير في الأفكار والقناعات، وله رسالة جوهرية إيجابية وهي الاتجاه مع المجتمع لبناء مستقبلٍ أفضل.

6- لا تهملُ الواقعية الاشتراكية المقومات الفنيّة كالمقدرة اللغوية والأسلوبية وبراعة التصوير الطبيعي والنفسي وحرارة العاطفة، وهي تتجه إلى الجماهير في خطابها ولذلك تختار اللغة السهلة المتداولة، ولا تقيم وزناً لأدب يؤدي الأهداف دون حسٍّ مرهفٍ وأداءٍ فنّي، فالمضمون والشكل متكاملان.

 

 

 

7- تولي الواقعية الاشتراكية أهمية كبرى لرسم وإبراز ما يسمى (النموذج البطولي) في إطار التلاحم النضالي مع الجماهير والتصميم الإرادي والوعي والتضحية.

 

مميزات العمل الأدبي الواقعي الاشتراكي:

العمل الأدبي أن يهتم بتصوير الصراع الطبقي بين طبقة العمال والفلاحين وطبقة الرأسمالية والبرجوازيين، وانتصار الأولى التي تحمل الخير والإبداع على الثانية التي هي مصدر الشرور في الحياة، ومن الواضح أن الواقعية الاشتراكية ترفض أي تصورات غيبية، وخاصة ما يتعلق منها بالعقائد السماوية، وهي تستغل الفنون الأدبية لنشر الماركسية، كما كان من أعلامها (روجيه جارودي)، وهو مفكر فرنسي رام الدخول في الإسلام وسمى نفسه (رجاء جارودي) وإن كان لا يزال يتأرجح بين ماضيه وحاضره.

ازدهارها:

ازدهرت الواقعية الاشتراكية في روسيا خلال القرن التاسع عشر ومهدت للثورة، وازدادت قوةً وانتشاراً بعد انتصار ثورة 1917م، وانتقلت إلى البلدان الاشتراكية الأخرى في القرن العشرين، وكان من أوائل منظريها (بلنسكي) المتوفى عام 1848م وهو مؤسس علم الجمال الواقعي ومن الاشتراكيين الخياليين، ومن أعلامها أيضاً (تشرنشفكي) المتوفى عام 1889م والذي نُفِيَ إلى سيبريا بسبب أفكاره، وهو أحد الداعين إلى ثورة الفلاحين والنضال في وجه السلطة التقليدية، والدفاع عن الطبقات المسحوقة، وله رسالةٌ في (علم الجمال) تُعَدُّ أساساً لعلم الجمال الواقعيّ، انتقد فيها نظرية الفن للفنّ، واعتبر الحياة الواقعية نفسها مقياساً للجمال ومعياراً للصدق والإخلاص والعمق.

 



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/33855/#ixzz3ixBFijFi

 

تعليقات